نحو إعادة التفكير في مقاربات العلاقات بين المغرب والمشرق

Make it stand out

Whatever it is, the way you tell your story online can make all the difference.

بدعوة كريمة من الدكتور عبد المالك سلاطنية مدير مجلة هيرودوت وأستاذ التاريخ بجامعة أبو القاسم سعد الله الجزائر 2،  وبشراكة مع مخبر التنوير والحداثة والتنوع الثقافي بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية بجامعة المنار برئاسة الدكتور محسن الخوني تشرّفت بتقديم الورقة الإفتتاحية لمؤتمر

العلاقات الحضارية بين المغرب والمشرق عبر التاريخ

 :تحت عنوان

"نحو إعادة التفكير في مقاربات العلاقات بين المغرب والمشرق"

كانت تجربة فريدة في التعرّف على حالة البحث بعديد الجامعات الجزائرية، من أدرار جنزبا إلى مستغانم غربا وباتن شرقا إضافة إلى الجزائر والبلدة وتبسّة ... وذلك من خلال مداخلات في التاريخ وعلم الآثار والآداب والفنون والإعلام. باحثات وباحثين من مختلف الأجيال والمقاربات ميارسون البحث والتدريس في إطار قطاع التعليم العالي الجزاءري والذي يحتوي على ما يقارب مليون طالب وطالبة. ويسعدني أن أشكر الدكتور وائل سعادنة والدكتورة أنيسة الداودي على هندسة مشاركتي في المؤتمر.

وهذا ملخص الورقة مرفوقا ببعض الصور.

تنطلق هذه المساهمة من ملاحظات شخصية وعلمية بحكم الموقع والسيرة الذاتية والعلمية. وهو موقع مخصوص يتلخّص في الانتماء إلى الفضاء المغاربي والبحث والتدريس في الجامعات الأوروبية والأمريكية والتخصّص في الأدب العربي مغربا ومشرقا.  وقد رافق ذلك الالتزام بزاوية نظر نقدية لدراسات المنطقة العربية نتجت عن تلاقح بين التفكير النقدي المزدوج، حسب تعبير عبد الكبير الخطيبي، والممارسة الميدانية في البحث والتدريس.

من خلال التفكّر في هذا  الموقع والمسيرة تبيّن لي أنّ دراسة العلاقات بين المشرق والمغرب تخضع عموما إلى أربعة أطر تختلف من حيث الموقع والغايات والأدوات، ولكلّ منها مؤسساته وأنصاره ومنظّروه.   يتناول الإطار الأول مظاهر التكامل والتبادل بين المغرب والمشرق في سياق أوسع مدارُه مسألة الوحدة العربية سواءً من حيث البحث في ماضيها أو تحدّيات واقعها أو أسس بناء مستقبل لها. (والملاحظ أنّ هذا الموضوع يشغل المغاربة أكثر ممّا يشغل المشارقة، حيث لا نكاد نجد مثيلا لهذا المؤتمر، مثلا، في الخليج أو لبنان أو مصر. وهذا أمر ملفت في حدّ ذاته وله دلالاته.) ولهذا الإطار علاقة متينة بالإطار الثاني الذي يمكن وصفه بالمركزية المشرقية. وهي نزعة تردّ كلّ ما هو مغاربي إلى أصل مشرقي. أمّا الإطار الثالث فيمكن تسميته بمركزية الإختلاف المغاربي، والذي يرتكز أساسا على عوامل تاريخية ولغوية لبناء سردية الخصوصية المغاربية التي ترقى إلى مستوى الإختلاف الجوهري عن المشرق. أمّا الإطار الرابع فخارجي ولكنّه شديد التأثير في الدراسات المحلّية والعالمية. فقد توزّعت دراسات المنطقة العربية بين دراسات المناطق (Area Studies) والدراسات الإفريقية والفرنسية والفركوفونية بالنسبة. ودراسات المناطق عادة ما تذوّب العلاقة بين المشرق والمغرب في سياقات سياسية أو منطق العلاقات الدولية والمنفعة الجيوسياسية. أمّا الدراسات المبنية على اللّغة فعادة ما تختزل العلاقة في هذا المنحى وتلحقها بمركزية غربية (فرنسية في هذه الحالة) أوأداتية تكون بمقتضاها اللغة والثقافة وسائل لا غايات.

وسوف يأتي تفصيل الأطر الأربعة في الورقة.   

Next
Next

منح إقامات بحثية بجامعة أوكسفورد لفائدة طلبة الدكتوراه والجامعيين التونسيين